إن توفر الجودة في الخدمات والمنتجات هدف سام سعى البشر لتحقيقه عبر العصور، وحثت عليه الكتب السماوية ودعا اليه الحكماء والصالحون، وعمل على تحقيقه الصادقون والمخلصون في المجتمعات القديمة والمعاصرة. ففي جودة المنتجات والخدمات خير هذه المجتمعات ومسارعة للتقدم والتطور فيها، فضلا عما في ذلك من احقاق حق لمستعملي الخدمات والمنتجات.وتعتبر ادارة الجودة الشاملة (Total Quality Management T.Q.M) من أهم الموجات التي استحوذت على الاهتمام الكبير من قبل المديرين الممارسين والباحثيين الاكاديميين كإحدى الأنماط الادارية السائدة والمرغوبة في الفترة الحالية، وقد وصفت بأنها الموجة الثورية الثالثة بعد الثورة الصناعية وثورة الحواسيب.
ويعد مفهوم ادارة الجودة الشاملة فلسفة إدارية عصرية ترتكز على عدد من المفاهيم الادارية الحديثة الموجهة التي يستند اليها في المزج بين الوسائل الادارية الاساسية والجهود الابتكارية وبين المهارات الفنية المتخصصة من أجل الارتقاء بمستوى الأداء والتحسين والتطور المستمرين لقد أصبحت الجودة احدى أهم مبادئ الادارة في الوقت الحاضر. لقد كانت الادارة بالماضي تعتقد بأن نجاح الشركة يعني تصنيع منتجات وتقديم خدمات بشكل أسرع وأرخص، ثم السعي الى تصريفها في الاسواق وتقديم خدمات لتلك المنتجات بعد بيعها من أجل تصليح العيوب الظاهرة فيها.
لقد غيرت مبادئ الجودة هذا المفهوم القديم واستبدلته بمفهوم آخر يدعو الى ما يلي: ” أن تصنيع المنتجات بشكل أفضل هو الطريق الامثل الذي يؤدي الى تصنيعها بشكل أسرع وأرخص وكأي موجه ادارية تظهر وتطبق وتحظى بالاهتمام والانتشار فقد بدأت ادارة الجودة الشاملة تحظى باهتمام الباحثين وقد وجدت معظم الدراسات ان تطبيق ادارة الجودة الشاملة له انعكاسات ايجابية على أداء المنظمة التي تطبقها، وذلك من خلال تحسين معدل الربحية وانخفاض التكاليف وتحسين الأداء الحالي وتحسين علاقات الموظفين وارتفاع مستويات الرضا الوظيفي لديهم، وبوجود المؤشرات التي تبين جدوى إدارة الجودة الشاملة ازدادت أهميتها وازدادت سرعة انتشارها..